فى ظل اعتمادنا الدائم على شبكة الإنترنت في كل جوانب حياتنا، أصبح هذا السؤال أكثر إلحاحا الآن : ماذا سيحدث لو توقف بث الإنترنت ؟ وقد تبين أن أثر انقطاع الإنترنت ليس كما تتوقع.
في عام 1995، كان عدد مستخدمي الإنترنت أقل من واحد في المئة فقط من سكان العالم، وكان أغلبهم من الغرب، ويستخدمونه بدافع الفضول.
وبعد 20 سنة، وصل مستخدمي الإنترنت ما يزيد على ثلاثة ونصف مليار شخص، أي ما يقرب من نصف سكان العالم ووصل العدد اليوم الى 5.16 مليار أي ما يعادل 64.4 % من سكان العالم ويزداد عدد مستخدميه بمعدل عشرة أشخاص تقريبا كل ثانية.
ولكن نظريا، قد ينقطع الإنترنت لفترة من الوقت، سواء في دولة بعينها أو على مستوى العالم. فليس من المستبعد أن يطلق قراصنة الإنترنت برمجيات خبيثة تستهدف مواطن الضعف في أجهزة توجيه المعلومات على الشبكة، ليصيبوا شبكة الإنترنت بالشلل التام.
وقد تتخذ الحكومات قرارات بقطع الانتنرت لأسباب أمنية كما حدث 2011 فى مصر ابان الربيع العربي
وربما يؤدي قطع الكابلات الموجودة في أعماق البحار التي تنقل كميات هائلة من الرسائل والبيانات بين القارات إلى حدوث مشاكل جسيمة، لأن ذلك سيفصل جزءا من العالم تماما عن الجزء الآخر.
الا أن حجب الاتصالات عن الدولة ليس بالأمر الهين. فكلما زاد حجم الدولة وتقدمها، زادت صعوبة قطع الإنترنت عنها بأكملها. إذ أن هناك اتصالات عديدة بين الشبكات وبعضها داخل حدود البلد الواحد وخارجه
كما ان قطع الاتصال بين أكثر من نصف سكان العالم يشعر الناس بالقلق والاضطراب لعدم تمكنهم من التواصل بطريقة سهلة
وربما يزداد الناس إقبالا على مخالطة الآخرين في حال فقدان الإنترنت خاصة العائلات والأصدقاء فى منطقة واحدة إذ سيضطر الناس إلى التحدث إلى بعضهم البعض بدلا من التواصل عبر البريد الإلكتروني.
لكن الضريبة ستكون باهظة على أصحاب الشركات العالمية والبنوك وشركات الاتصال والنظام الأمني المرتبط بتكنولوجيا المعلومات فى حال فقدان الانترنت وسيتغير النظام العالمي ويتحول من نظام موجه الى نظام مفتوح على تغيرات مجهولة